سورة النساء 4:34: هل يجيز الله ضرب الزوجة؟

 

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا 4:34

 

 

ها هي الآية، واضحة . صارمة. مؤلمة للبعض.

 

"واضربوهن."

 

بالنسبة لكثيرين، كانت هذه الآية مصدر حيرة، وألم، وارتباك.

كيف يمكن لكتاب يبدأ بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" أن يأمر الرجال بضرب زوجاتهم؟

 

لكن السؤال الذي علينا طرحه هو:

هل كلمة "اضربوهن" تعني بالضرورة "اضربوهن جسديًا"؟

أم أن الكلمة العربية "ضرب"  لها معانٍ متعددة في القرآن الكريم، وليس من العدل أو الدقة أن نحصرها في معنى "الضرب البدني" فقط؟

 

في الواقع، كلمة "ضرب" تُستخدم في مواضع كثيرة في القرآن بمعانٍ مختلفة، :

 

إذاً، فلنقترب من هذه الآية بعيون مفتوحة، ونسمح للقرآن أن يشرح نفسه بنفسه. فربما لم تكن الكلمة دعوة للعنف، بل لشيء أعمق، وأرحم، وأكثر انسجامًا مع رسالة القرآن العامة في الرحمة والعدل.

 

لفهم "ضرب"  دع القرآن يعرّفها

 

قبل أن نقبل المعنى المفترض لكلمة "اضربوهن" في الآية 4:34 من سورة النساء، علينا أن نتساءل أولًا:

 

كيف استخدم الله كلمة "ضرب" في مواضع أخرى من القرآن الكريم؟

 

إن كلمة "ضرب" ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم 54 مرة، وقد تنوعت معانيها بشكل كبير بحسب السياق، ولم يكن معناها محصورًا في "الضرب الجسدي" كما هو شائع.

 

إليك تصنيفات هذه المعاني في القرآن:

 

 

 

المعاني الآيات
ضرب الأمثال (للشرح والتوضيح) 18:45 - 17:48 - 18:32 - 59:21 - 39:27 - 22:73 - 2:26 - 14:45 - 66:10 - 39:29 - 24:35 - 13:17 - 16:74 - 66:11 - 43:17 - 25:9 - 14:24 - 16:75 - 36:78 - 43:57 - 25:39 - 14:25 - 16:76 - 36:13 - 43:58 - 29:43 - 30:28 - 16:112 - 30:58 - 47:3
الضرب الجسدي 2:60 - 7:160 - 8:12 - 37:93 - 8:50 - 26:63 - 20:77 - 47:4 - 47:24 - 24:31
ضرب الأرض (أي السفر أو التحرك في الأرض) 2:273 - 3:156 - 4:94 - 4:101 - 5:106 - 73:20
ضرب الحجاب أو العزل (أي الإغلاق أو الحجب) 2:61 - 3:112 - 18:11 - 24:31
الإبعاد أو الترك 4:34 - 43:5 - 57:13
طبق 38:44

 

حين نراجع استخدام كلمة "ضرب"  في القرآن الكريم، يتضح لنا أن الغالبية الساحقة من المواضع تشير إلى أفعال رمزية، معنوية، أو غير عنيفة.

 

أما المعاني التي قد تدل على الضرب الجسدي فهي قليلة جدًا، وحتى في تلك الحالات، لا تأتي أبدًا في سياق العلاقات الأسرية أو الزوجية .

 

 

فكيف نعرف أي معنى هو الصحيح؟

 

بالنسبة للمؤمنين الذين يلتزمون بالقرآن وحده كمصدر للهداية، فإن تحديد المعنى لا يمكن أن يأتي من العرف الثقافي أو تفسيرات موروثة.

بل يجب أن ينبع من القرآن نفسه — من خلال الطريقة التي يعرّف بها الله:

 

طبيعة العلاقات بين الناس

مفهوم العدالة والرحمة

وحدود التعامل بين الأزواج

 

 

إذن، علينا أن نسأل القرآن نفسه:

 

 

 

❓ ما نوع العلاقة التي يريدها الله بين الرجال والنساء؟

❓ ماذا يقول لنا القرآن عن الصفح، وكظم الغيظ، والرحمة؟

❓ كيف يوجهنا القرآن لفهم آياته وتفسيرها؟

 

 

 لفهم "ضرب" في القرآن، علينا أولًا فهم كيف يعالج القرآن الخلافات الزوجية

 

قبل أن نفسّر كلمة واحدة — وخصوصًا كلمة مثيرة للجدل مثل "ضرب"  علينا أن نطرح سؤالًا جوهريًا:

 

 كيف يرسم القرآن مسار التعامل مع الخلافات الزوجية؟

 

 

الجواب:

الله لم يتركنا في ظلام أو ارتباك.

بل وضع في كتابه منهجًا إلهيًا واضحًا، متدرجًا، رحيمًا للتعامل مع التوتر في العلاقة الزوجية.

 

وعندما نتأمل هذا المسار، يتبيّن أن فكرة "الضرب الجسدي" ببساطة لا تتماشى مع هذا المنهج.

 

فلنستعرض معًا هذه الخطوات كما يقدمها القرآن:

 

 

✅ ١. البدء بالنصح والتواصل المباشر

 

 "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ..."

(سورة النساء، 34)

✔ : الحوار، التذكير، وتوضيح المخاوف بلطف.

 

 

✅ ٢. إن استمر الخلاف، فخلق مساحة عاطفية

 

 "...وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ..."

(النساء، 34)

✔ : فصل عاطفي مؤقت في إطار الاحترام — وسيلة لتهدئة المشاعر.

 

 

 

✅ ٣. ثم... "واضربوهن"  

وهنا نقف ونتساءل:

 

 هل تعني فعلًا "اضربوهن جسديًا"؟

أم أن المعنى الأقرب لسياق القرآن هو:

"فارقوهن"، "انفصلوا عنهن مؤقتًا"، أو "انسحبوا من العلاقة كمرحلة رمزية"؟

❗ فالكلمة نفسها لها عدة معانٍ في القرآن، كما سبق أن بيّنا.

 

 

 

✅ ٤. لم تُحل الأزمة بعد؟ إذًا إشراك طرف ثالث بحياد وعدل

 

 "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَٱبْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِۦ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَآ ۚ إِن يُرِيدَآ إِصْلَـٰحًا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَآ..."

(النساء، 35)

 

✔ محاولة إصلاح جماعية، متوازنة، قائمة على العدل والمساواة.

 

 

 

 

✅ ٥. إن فشلت المصالحة، يبدأ التحضير للفراق ولكن دون عجلة

 "...لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ..."

(الطلاق، 1)

 

 "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ..."

(البقرة، 226)

 

✔ وقت للتفكير، ولعل القلوب تعود.

 

 

✅ ٦. المصالحة تظل ممكنة في أي وقت

 "...فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ..."

(البقرة، 229)

 

✔ إما استمرار قائم على المودة، أو انفصال كريم بلا ظلم.

 

 

 

✅ ٧. إن تم الطلاق، فبشهادة وعدل وتنظيم مجتمعي

 

 "...فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ..."

(الطلاق، 2)

 

✔ تنظيم قانوني، ووعي جماعي، لا مكان فيه للفوضى أو الهيمنة.

 

 

 

 

 ماذا نلاحظ من هذا المسار؟

 

القرآن يضمن أن:

المشاعر لا تتحكم في قرارات مصيرية

كل خطوة تُتخذ بعد تفكير 

الكرامة محفوظة للطرفين

لا أحد يُترك دون حماية أو صوت

 

 

 إذن، عندما نصل إلى كلمة "واضربوهن" في النساء 4:34...

 

فإن السياق الكامل يخبرنا ما نوع الفعل الذي ينسجم مع ما قبله وما بعده:

 

 فعل غير عنيف، رمزي، مرحلي

يحقق التدرج دون ظلم أو أذى، ويترك المجال للمراجعة والرحمة والمصالحة.

 

 

إنه ليس تشريعًا للعنف. بل هو تصميم إلهي قائم على الرحمة، الإنصاف، والضبط الذاتي.

 

 

 

 

القرآن 39:18 — معيار القرآن في التفسير

 

الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ

Quran 39:18

 

هذه الآية تضع بين أيدينا منهجًا قرآنيًا واضحًا في التعامل مع المعاني المتعددة:
عندما يعرض القرآن أكثر من احتمال أو تأويل، فعلينا أن نتّبع "أحسنها" — أي المعنى الذي يتوافق أكثر مع روح القرآن ومقاصده الكلية.

 

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

Quran 41:34

 

وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

Quran  4:128

 

قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ

Quran 2:263

 

وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

Quran 24:22

 

الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

Quran 2:229

 

 

 فاسأل الآن:

 

في ضوء هذه الآيات، ما هو "أحسن" معنى لكلمة "اضربوهن" في آية النساء 4:34؟

 

هل هو "الضرب الجسدي"؟

 

أم هو "المفارقة"، أو "الابتعاد المؤقت"، أو "التحوّل الرمزي في العلاقة"؟

 

 

إذا كانت الكلمة تحتمل أكثر من معنى — والقرآن يعجّ بمعاني متعددة لكلمة "ضرب" —

وواحد فقط من هذه المعاني يتماشى مع الرحمة، والصفح، والإحسان، والعدل...

فآية الزمر 18 تأمرنا بوضوح أن نتبع ذلك المعنى الأحسن.

 

رحمة القرآن مقابل تناقضات الأحاديث

القرآن واضح وصريح:

العدل، واللطف، والصبر هي أساسات الزواج 

لا يجيز القسوة أبدًا، لا في الحب، ولا في الغضب، ولا في التأديب.

لكن، تأتي الأحاديث لتهمس بعكس ذلك:

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏"‏ لاَ تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ ‏"‏ ‏.‏ فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَأْمُرْ بِضَرْبِهِنَّ ‏.‏ فَضُرِبْنَ فَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ طَائِفُ نِسَاءٍ كَثِيرٍ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ ‏"‏ لَقَدْ طَافَ اللَّيْلَةَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّ امْرَأَةٍ تَشْتَكِي زَوْجَهَا فَلاَ تَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ ‏"‏ ‏.‏

Sunan Ibn Majah 1985

 

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ الطَّحَّانُ، قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسْلِيِّ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ ضِفْتُ عُمَرَ لَيْلَةً فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قَامَ إِلَى امْرَأَتِهِ يَضْرِبُهَا فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فَلَمَّا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ لِي يَا أَشْعَثُ احْفَظْ عَنِّي شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏ "‏ لاَ يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ وَلاَ تَنَمْ إِلاَّ عَلَى وِتْرٍ ‏"‏ ‏.‏ وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ ‏.‏

Sunan Ibn Majah 1986

 

التاسع‏:‏ عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه أبو دواد وغيره‏)‏‏)‏ ‏.‏

Riyad as-Salihin 68

 

 

فإلى من نلتزم؟

 

هل نتبع كلام الله المحفوظ والكامل في القرآن؟

أم كلمات متضاربة لرِجال بعد قرون من النبي؟

 

 

ارفض الهمسات التي تبرر الأذى،

 

وتمسك بنور القرآن:

 

 "وادفع بالتي هي أحسن" (فصلت 41:34)

 

هذا هو الإسلام الحقيقي، والباقي مجرد تحريف وتشويه.