القباب الذهبية والقرآن الغائب
تخيّلوا فتاة صغيرة تعيش في بلجيكا مع أسرة شيعية. مع دخول شهر محرّم كل عام، تتغيّر حياتها. المدرسة تنتهي، لكن بدلاً من العودة للبيت والدروس، تبدأ رحلات يومية إلى المسجد. كل شيء هناك أسود: الجدران، الستائر، الملابس. النساء يوزعن الطعام والشراب "صدقةً للأموات"، والقاعة ممتلئة برائحة البخور والطعام.
يبدأ القارئ برواية قصة كربلاء. صوته يرتجف، يصف عطش الحسين وأطفاله وبكاء النساء. شيئاً فشيئاً تعلو الأصوات حتى تتحول القاعة إلى صخب. الرجال يضربون صدورهم بقوة، بعضهم يصفع وجوههم حتى تحمرّ. النساء يصرخن ويبكين، والأطفال في البداية في حيرة، ثم ينساقون مع المشهد. أما تلك الطفلة، فكانت تجلس متجمّدة لا تفهم ما يحدث حولها.
بعد انتهاء المجلس، تخرج مرهقة، عيناها تدمع بلا سبب. في طريق العودة عبر شوارع بلجيكا الهادئة، تُسند رأسها إلى نافذة السيارة، تنظر إلى أضواء الشوارع حتى تنام. بالنسبة لها، محرّم لم يكن إيماناً، بل حزن متكرر لا تفهمه.
بعد سنوات، انتقلت العائلة إلى العراق. هناك رأت الطقوس على نطاق أوسع. كربلاء والنجف تمتلئان بالزوار، القباب الذهبية تتلألأ، والهتافات تعلو:
"لبّيك يا حسين! لبّيك يا علي!"
الناس يقبّلون الأبواب، يتمسكون بالشبابيك الحديدية، يربطون الخِرَق الخضراء طلباً للبركة، يهمسون بأدعيتهم مباشرة إلى الأموات: طلب ذرية، صحة، أو فرج. الدموع تنهمر، والمشهد يبدو عاطفياً ومهيباً. لكن سؤالاً صدمها: أين الله في كل هذا؟ لماذا يذكرون الأموات كثيراً بينما يكاد يختفي ذكر الله؟
وفي العراق، لا تقتصر الطقوس على ليلة أو ليلتين. بل أسابيع كاملة من مواكب، مسيرات، ولطميات. ملايين يسيرون إلى كربلاء، يضربون صدورهم، ينفقون الأموال والوقت، حتى صار الدين عندهم طقوساً متكررة أكثر من كونه عبادة لله.
كبرت الفتاة، ورأت الحقيقة بوضوح: كل هذه المشاهد لم تكن إيماناً حقيقياً، بل مسرحيات من الحزن المتواصل. دينٌ يُفترض أن يرفع القلوب إلى الله، أصبح احتفالات وضجيجاً يغيب فيها اسم الله.
تُظهر الصور المواكب وطقوس الحزن التي يقوم بها الملايين عبر الأجيال. الناس يمشون في الشوارع، يذرفون الدموع، يضربون صدورهم، ويعيدون تمثيل معركة كربلاء. كل هذا يُقدَّم على أنه عبادة، لكنه في الحقيقة مجرد عادات وطقوس فارغة. الناس ينسون الله ويهملون الدعاء والعبادة الحقيقية، ويركّزون على مظاهر لا تنفعهم عند الله.
لماذا توجد هذه الممارسات؟
قبل أن نعود إلى القرآن، من المهم أن نفهم سبب تعلق ملايين المسلمين بهذه الطقوس والمعتقدات. كلها متجذرة في روايات وعقائد توارثوها لقرون طويلة في كتبهم ومصادرهم الخاصة.
١- التوسل ونداء الأئمة
في العقيدة الشيعية، الأئمة ليسوا مجرد مرشدين، بل يعتبرون شفعاء يمكن طلب المساعدة منهم. لذلك يسمعون أدعية مثل “يا علي مدد” أو “لبّيك يا حسين” ويعتقدون أنها طريقة صحيحة للتقرب إلى الله.
ـ عَنْهُ عَنْ مُعَلىً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) الاوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ الله عَزَّ وَجَلَّ الَّتِي يُؤْتَى مِنْهَا وَلَوْلاهُمْ مَا عُرِفَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَبِهِمُ احْتَجَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ.
ـ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ قَالَ
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) عَنْ قَوْلِ الله جَلَّ جَلالُهُ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الارْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَالَ هُمُ الائِمَّةُ
Al-Kafi Book 4 Chapter 12
٢- الزيارة
كل سنة يسافر ملايين المسلمين إلى كربلاء، النجف، مشهد . الزوار يقبلون الأبواب، ويتشبثون بالحوائط الحديدية، ويهمسون بالدعاء عند القبور، معتقدين أن الأئمة يسمعونهم ويستجيبون لهم.
حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)
مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُوسَوِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَهِيكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع)
قَالَ مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ (ع) لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ مَنْ زَارَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أَلْفِ حِجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ- وَ أَلْفِ عُمْرَةٍ مَبْرُورَةٍ وَ مَنْ زَارَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَكَأَنَّمَا زَارَ اللَّهَ فَوْقَ [فِي] عَرْشِهِ
Kamil al ziyarat Book 2 Chapter 71
٣- هل الأئمة أفضل من البشر؟
في العقيدة الشيعية يُعتقد أن الأئمة الاثني عشر معصومون ومحميون من الخطأ من الله، وهم مرشدون بعد النبي ﷺ. لذلك تُعامل أقوالهم على أنها صحيحة دائمًا.
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ وَعَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام)
أَيُّ إِمَامٍ لا يَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ لله عَلَى خَلْقِهِ.
Al-Kafi Book 4, Chapter 47
"لَوْ أَنَّ الإِمَامَ رُفِعَ مِنَ الْأَرْضِ سَاعَةً لَمَاجَتْ بِأَهْلِهَا كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ بِأَهْلِهِ."
المصدر: بحار الأنوار، الجزء 23، الصفحة 34.”
٤- طقوس الحزن
خلال شهر محرّم ويوم عاشوراء، يصبح الحزن التعبير الرئيسي عن التعبد. تتجمع المجتمعات للبكاء، وضرب الصدور، وأحيانًا لضرب الرأس. وتعيد تمثيل معركة كربلاء.
قال الرضا (ع):
مَن كان يوم عاشوراء يوم مُصيبته وحُزنه وبُكائه يجعل الله عزَّ وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره
Bihar al‑Anwar, vol. 44, pg. 284
قال الصادق (ع):
ما مِن أحد قال في الحُسين شِعراً فبكى وأبكى بِه إلاَّ أوجب الله له الجنَّة وغفر لهُ
Rijal al‑Shaikh al‑ Tusi pg. 189.
كان عليٌّ بن الحسين (ع) يقول:
أيٌّما مؤمن دَمعت عيناه لِقتل الحُسين (ع) ومَن معه حتَّى تسِيل على خدَّيه بوَّأه الله في الجنة غُرفاً
Yanaabe'al‑Mawaddah, pg. 419.
قال الباقر (ع):
ثُم ليَندُب الحُسين (ع) ويَبكيه ويأمُر من في داره بالبُكاء عليه ويُقيم في داره مُصيبته بإظهار الجَزع عليه ويتلاقُون بالبُكاء بعضُهم بعضاً في البُيوت ولَيُعزِّ بعضهم بعضاً بمُصاب الحُسين (ع
Kaamil al‑Ziyaraat pg. 175
كبرت الفتاة، وعندما فتحت القرآن لأول مرة بصدق، لم يكن مجرد كتاب تتلوه طلبًا للبركة، ولا كلمات ترددها بلا فهم. كانت تبحث عن هداية صادقة، عن طريق يربطها مباشرة بالله.
كل صفحة كانت صدمة جديدة. كل آية ضربت قلبها بقوة، وكأن القرآن يقول لها: "هذا ما يجب أن تعرفه". كل ما تربت عليه طوال حياتها بدأ يتفتت أمام عينيها.
تذكرت ليالي محرّم، صرخات “لبّيك يا حسين!” التي كانت أعلى من ذكر الله، المقامات الذهبية المزدحمة بالزوار الباكين، الطقوس، المظاهر، المسرحيات… كل ذلك لم يكن في القرآن.
لا أمر بطلب الميت، ولا تعليم عن قادة معصومين، ولا ضرب للصدور، ولا زيارات للقبور. كل ما كانت تعتقد أنه دين، لم يكن موجودًا في الكتاب نفسه.
أدركت فجأة الحقيقة: أجيال من المسلمين أضافت على الدين ما لم يأمر به الله. حزن وطقوس ووسطاء وضعوا مكان الله، حتى اختفى ذكره بين المقامات والقباب والمظاهر.
القرآن لم يوافق طفولتها على ما اعتقدت. بل تحداها. كشف لها الدين كما أمر الله، وجعلها ترى كل ما كان زيفًا، وكل ما كان عائقًا بين الإنسان وربه.
في يديها كان القرآن واضحًا: العبادة الحقيقية ليست في القبور ولا في الصرخات، بل في الله وحده، مباشرة، بلا وسطاء، بلا مظاهر فارغة.
رد القرآن الواضح
القرآن يواجه هذه الممارسات مباشرة:
١- دعاء الأموات
القرآن يبيّن بوضوح أن الأموات لا يسمعون، ولا يملكون أن يجيبوا، ولا يستطيعون أن يقضوا حاجة لأحد.
إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ
Quran 27:80
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ
Quran 46:5
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا
كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا
Quran 19:81-82
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ
فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ
Quran 10:28-29
٢- الشفاعة ملك لله وحده
القرآن يرفض بوضوح فكرة التوجّه إلى الأئمة أو الأولياء طلبًا للشفاعة. فالشفاعة ليست بيد بشر، بل هي ملك خالص لله وحده، لا يملكها أحد سواه
قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
Quran 39:44
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
Quran 10:18
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ
Quran 36:23
٣- لا أحد معصوم
القرآن يوضح أن فكرة وجود قادة معصومين ليست صحيحة. حتى النبي أُمر أن يطلب المغفرة من الله. فكيف بغيره؟
جميع البشر يخطئون، و الرسل أنفسهم كانوا يستغفرون ويتوبون إلى الله. وهذا ما يبينه القرآن في أكثر من موضع.
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
Quran 16:61
Muhammad:
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
Quran 48:2
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
Quran 47:19
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
Quran 66:1
Adam:
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
Quran 7:23
Ibrahim:
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
Quran 14:41
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
Quran 26:82
Musa:
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
Quran 28:16
Nuh:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا
Quran 71:28
٤- الدين ليس للعرض أو التمثيل
القرآن يحذر من تحويل العبادة إلى مشاهد وطقوس أو مهرجانات ظاهرها عاطفة وباطنها فراغ. الدين لم يُشرّع ليكون مسرحًا أو عادة اجتماعية، بل ليكون عبادة صادقة لله وحدهt:
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
Quran 6:70
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
Quran 7:51
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
Quran 18:103-104
٥- جميع الرسل سواء
القرآن يبيّن أن لا يجوز رفع رسول أو قائد فوق الآخر. كلهم بلّغوا رسالة واحدة: عبادة الله وحده بلا شريك
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
Quran 2:285
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
Quran 3:84
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
Quran 2:136
٦- الله قريب ويسمع الدعاء
على عكس البحث عن وسطاء بعيدين، القرآن يؤكد أن الله قريب من عباده، يسمع دعاءهم مباشرة ويستجيب لهم بلا حاجز ولا شفيع.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
Quran 50:16
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
Quran 57:4
٧- العبادة الصادقة هي المباشرة
القرآن يوجّه المؤمنين دائمًا إلى عبادة الله والدعاء له بشكل مباشر، بلا وسطاء، . العبادة الحقيقية هي أن ترفع قلبك لله وحده.
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
Quran 40:60
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
Quran 2:186
وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ
Quran 11:61
تُظهر الفيديوهات الناس يتدفقون على المقامات، والمواكب تملأ الشوارع لأيام، والنساء ويضربن صدورهن، والممثلون يعيدون أحداث كربلاء. كل حركة مليئة بالطقوس والتقاليد القديمة.
لكن عندما تنظر إلى كل هذا، يطرح السؤال نفسه بقوة: أين الله في كل هذا؟ كم من هذا كله إيمان حقيقي بالله، وكم أصبح مجرد طقوس وعادات فارغة لا فائدة منها؟
نهاية الطريق
بعد سنوات، عادت إلى العراق مع أطفالها. القباب الذهبية لا تزال تتلألأ، والناس يملؤون الشوارع، وصرخات “لبّيك يا حسين!” ما زالت تملأ المكان.
لكن هذه المرة لم تدخل. توقفت عند بوابة ، والتفتت إلى أولادها وقالت:
"نحترم كل من كرس حياته لله، رجال ونساء، لكننا لا ندعوهم. لا نرفع أحد فوق الآخر. ندعو الله وحده – فهو قريب يسمعنا أينما كنا."
أطفالها استمعوا لها بقلوب صافية، بدون ثقل الطقوس التي عانت هي منها في صغرها. هذه المرة تنقطع سلسلة الالتباس التي ضيعت الكثيرين عن الطريق الصحيح. دموعها لم تعد على قبر أو مزار، بل لله وحده. طريقها أصبح واضحًا، وعبادتها صافية ونقية، مباشرة إلى الله دون أي وسطاء أو مظاهر فارغة.