الرجوع إلى الله

لقد أصبح هذا العالم ثقيلاً على القلوب.

 

كل يومٍ نفتح فيه هواتفنا، نرى أخباراً مؤلمة: حرب، ظلم، كراهية، عائلات تتفرق، قلوب تتحجر، وأصدقاء يتحولون إلى غرباء.

نعيش بين ضجيج الأخبار وضوضاء الشاشات، لكننا نشعر بالوحدة أكثر من أي وقتٍ مضى.

 

نتصفح، نضحك، نتحدث، ولكن في أعماقنا فراغ لا يملؤه شيء.

 

ونسأل أنفسنا:

أين السلام؟

أين الطمأنينة التي وُعِدنا بها؟

 

القرآن يجيبنا بوضوح:

 

أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

Quran 13:28

 

   نحن الذين ابتعدنا.

لقد انشغلنا عن من خلقنا، واستبدلنا الدعاء بالمنشورات، والسكينة بالتمرير المستمر، والصدق بالمظاهر.

 

صار الكلام كثيراً، والقلوب صامتة.

وصارت الأرواح تشتاق إلى مناجاةٍ تُعيدها إلى الله.

 

وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ 

Quran 40:60

 

 

الله يسمعك قبل أن تنطق،

ويراك حين تضيع بين الناس،

ويعلم ما تخفيه الدموع التي لا يراها أحد.

 

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ

Quran 27:62

 

 

لكن في هذا الزمن، صار الإيمان غريباً.

أن تتمسك بالقرآن وحده كأنك تسبح عكس التيار.

تُتَّهم بالجمود أو الغرابة،

لكن الله قد أخبرنا منذ البداية:

 

وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ

Quran 6:116

 

 

فلا تيأس إن كنت وحدك،

فالله معك،

والله قريب.

 

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

Quran 2:186

 

 

فحين يثقل الخبر، وتشتدّ الغربة، وتبرد المشاعر،

تذكّر أن الله ما زال يسمع همسك، ويرى قلبك، وينتظرك أن تعود.

 

وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ

Quran 93:7

 

 

الرجوع إلى الله ليس ضعفاً، بل حياة.

هو طريق القوة، وطريق الطمأنينة، وطريق النجاة.

 

فعد إلى الله كما يعود العطشان إلى الماء،

 

فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ

Quran 2:152

 

كلما ضاق صدرك،

تذكّر أن الله أقرب إليك من حبل الوريد.